الخميس، 12 أغسطس 2010

زيآرة أطفآل مرضى السرطآن عآم 1431 هـ




روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله -عز وجل- يقول يوم القيامة: يا بن آدم! مرضت فلم تعدني، قال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلان مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عُدته لو جدتني عنده ! )
أطلت شمس يوم الثلاثاء لتاريخ 4 / 6 / 1431 هـ على صباح خمس بسمات بقلوب يملؤها التفاؤل في ذلك اليوم بان تصل هذه البسمات إلى شفاه الأطفال الذين عانوا كثيرا من فقد بسمتهم وراء المرض وهو مرض يخشى سماع اسمه الكثير من الناس ( مرض السرطان ) شفاهم الله منه وأزال أوجاعهم وجميع مرضى المسلمين . توجهنا في الساعة الثامنة صباحا إلى مدينة الملك فهد الطبية للأورام , بمنطقة الرياض,
وفي طريقنا كانت مناقشاتنا تدور حول الطريقة المناسبة للوصل إلى رسم البسمة على شفاه الأطفال حين لقاءهم وهي لا تقتصر على تقديم الهدايا للأطفال والتي كانت جزا من خطتنا ولكن كان أملنا الأكبر أن نسمع صوت الضحكة من أفواههم فوضعنا تسلسل بسيط لكي نكون مرحب بنا من قبل الطفل حين وجودنا في غرفته .. بان تكون البداية بتعريفه بأنفسنا ثم سؤاله عن وضعه في المركز وإيصال فكرة أن وجوده مهم في الحياة لكي يرسم في مخيلته هدف لتحقيقه في المستقبل , بكلمات التشجيع والمدح مما قد يرفع من معنويات الطفل وكنا قد حددنا بعض الألفاظ التشجيعية خوفا من أن يخوننا التعبير أثناء لقاء الأطفال . كانت بانتظارنا أستاذة ( وعد ) التي قد شبهتها بالشمعة الحنون فقد كانت متفهمة لما كنا نصبوا إليه , أرشدتنا إلى المكان المخصص لاستقبالنا ثم قدمتنا إلى المشرفة الاجتماعية للمركز التي عملت على تنظيم زيارتنا لغرف المرضى بان لا يتواجد أكثر من شخصان داخل الغرفة لعدم إزعاج المرضى وكذلك بسبب نقص المناعة لدى الكثير منهم وهو السبب أيضا من عدم تمكن من زيارة فئة منهم نهائيا . ما إن وصلنا إلى القسم الأول حتى لمسنا فرحة الممرضات والأطباء بتواجدنا لزيارة الأطفال لان بمثل هذه الزيارة لها اثر كبير في رفع معنويات الأطفال التي تلعب دورا فعال في قدرتهم على مقاومة المرض وانقسمنا كل اثنتين لزيارة غرفة مع المشرفة الاجتماعية حاملين معنا بعض الهدايا البسيطة التي فرح بها الكثير من الأطفال..
قمنا بتجهيز 40 هدية للأطفال الكبار أي مافوق 7 سنوات , و20 هدية لللأطفال الأقل من 7 سنوات
صور للهدايا ..














لم ننسى دعوة الجاليا الأجنبية المتواجدة في المستشفى قمنا بتجهيز علبة شموع داخل كيس ملون وبداخلها كُتب دعوية لإسلام وقدمنها لـ العاملات في المستشفى من دكتورات والممرضات ) .













,


مررنا ع مايقارب 30 طفل والذين هم في قسم ( التنويم ) , بعدها اتجهنا إلى قسم (الطوارئ) في الدور الأرضي والذي هو مخصص لإستقبال الاطفال المرضى بالسرطان الذين يتلقون العلاج في منازلهم ويأتون لستكمال بقية جرعاتهم الضرورية بعدها يتم إخراجهم ليكملوا مسيرة حياتهم , كان عددهم حينئذ 20 طفل منهم الأخوة والأقرباء .

لكن الألم الذي دخل إلى قلوبنا كاد أن يهبط من عزيمتنا لوضع بعض الأطفال الجسدي الذي تعبت أجسادهم من المرض وعجزوا حتى عن خط البسمة على وجوههم لتراهم بائسين على أسرتهم أو مقاومين الوضع إما بالصراخ من الأطفال الصغار أو بالامتناع عن تناول العلاج ,


من ضمن الغرف كانت غرفة لطفل في حدود الخامس من عمره كان متضايق جدا ورافض للدواء فحاولت المشرفة تأجيل زيارته ولكم طلبنا منها رؤيته بإصرار والحديث معه , فكانت أول كلمة بعد دخولنا غرفته – بأنهم اخبرونا بوجود طفل قوي جدا في هذه الغرفة مثل سبايدر مان القوي وكانت معنا قصة تحمل رسمه لسبايدر مان رأينا في عينيه الاستغراب ولكن لما نظر إلى الصورة قال: هو قوي . فقلنا : وأنت ولد قوي ؟ فاخذ الدواء من يد والده وشربه ليبين لنا مدى قوته .
فرحنا بهذه النتيجة وانتقلنا بين الغرف ومن حالة لأخرى , وأصعب ما رأيت حالة طفلة عمرها 4 أشهر قد اسر جسدها المرض منذ ولادتها أحزنتنا كثيرا اسأل العلي القدير أن يشفيها .
هذه غرفتان فقد من المركز ولكن خلف كل باب حكاية لطفل مع المرض وكيف يقاوم المرض بشدة ليتمسك بالحياة ..
ومع طرق باب وراء باب أدركنا كم كنا متفائلين بالوصل إلى بسمة لكل الأطفال بالمركز فحالات بسيطة التي استطعنا الوصول إليها ورؤية بسمتها ..
الكثير منهم كان وضعهم الجسدي والنفسي اسوء من أن نتقدم خطوة واحدة أكثر من أن نضع الهدية على الطاولة و ندعوا لهم بالشفاء ثم نخرج من الغرفة :(
ولكن لابد من مكان للأمل من حولنا فذلك المركز هو الأمل لكل من أصيب بهذا المرض بعد الله عز وجل ..
فوجدت حالات شفاء المرضى الذين تابعوا المرض في بداياته واستمروا على خطة العلاج التي تأخذ سنتين من العلاج
وكذلك لمسنا الاهتمام الكبير من طاقم المركز بجميع الحالات كاسرة واحدة وبجانب الاهتمام الجسدي بالمريض كذالك الاهتمام النفسي ورفع روح المريض المعنوية , وإيجاد مكان خاص لكي يقضي فيه الطفل وقت جميل مخصص بأنواع الترفيه للطفل والحاسب الآلي وركن الرسم الذي زين حائطه برسوم الأطفال .. وسعدنا كثيرا بقراءة تعليقات الأطفال و إهداءهم ,
وكذلك الاهتمام بأسرة المريض أثناء فترة علاجه داخل المركز بتامين السكن القريب من المركز لهم وهي تقدم لمن كان خارج منطقة الرياض وكذلك القيام بتثقيف الأسرة بطرق التعامل مع الطفل المريض نفسيا وصحيا ..




هكذا بدأت الزيارة لهؤلاء الأزهار وهكذا انتهت كان وقتها قليل ولكنها حملت الكثير في أنفسنا ونأمل أن قد وفقنا بان نعطي بسمتنا لهم .


,

* تعليقآت الزآئرآت :

~{ أن تصل إلى شخص دون أن ينتظر وصولك وتعطيه شيء لم يطلبه رغم احتياجه له
هذا هو إحساسي بعد هذه الزيارة التي أعطتني دفعة قوية للحياة بان يكون أجمل ما تملكه بالحياة هي بسمتك وتسعى لرسمها على شفاة الغير..


,
~{ قبل زيارتي للمستشفى ..مررت كثيراً بهذا الطريق وكنت أنظر للمبنى وإلى جدران هذا المستشفى بلا إحساس لما تحويه هذه الجدران
لم أتخيل يووماً أني سأذهب لأرى أطفال يعانون من مرض,,
في جولتنا على غرف المرضى وجدنا منهم المتفائل المبتسم وبعضهم لا يستجيب معنا من شدة الألم ,,,
أصعب أوقاتهم هو وقت أخذهم لجرعة الكيماوي فتراه يعاني من الألم ,,
حاولنا أن ندخل الفرحة عليهم بالهدايا وأن نشُد من أزر أولياء أمورهم بالدعاء لهم ’’
الآن وبعد أن رأيت معاناتهم وأحسست بألمهم فإذا مررت بهذه الجدران رفعت يدي ودعووت لهم
" اللهم فرج همهم واكشف ضرهم
اللهم أرفع البلاء عنهم
اللهم آميين "

,
~ { أكثر زيارة مؤثرة نفسيآ .. لم تكن كما تصورت ! كانت أجمل وأسوء بنفس الوقت :(
لم أنسى منظر الاطفال ... ولن أنسآهم أبدآ.. رأيت في كل طفل .. نظرة حائرة .. وخوف .. وألم ..
كم تمنيت ان ابدلها بـ إبتسآمة وضحكة من القلب ..
اللهم لا تدع منهم مريضآ إلآ شفيته ..
......................... إلآ شفيته ..
....................... إلآ شفيته .. }

,

2 التعليقات:

أبو سعد يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله لا يحرمكم الأجر أولا
وثانيا ماتقومون به ترجمه لما يسمى الثقافة الإنتاجيه
بسم الله عليكم نفعكم الله جميعا ونفع بكم
مدونة كتابات
www.algalauae.blogspot.com

غير معرف يقول...

حبيباتي من قروب ~ بسمتنا لهم
انجاز لايضاهية انجاز
واجر قد وصل عنان السماء باذن الله

ليسى ماقدمتموه لـ تلك الفئة من اطفال مرضى السرطا
بل ايضا لنا نحن قارئي هذه الاحرف
لنشكر الله على نعمة ان فضلنا على كثير من خلقه

اهنئكم على شجاعتكم
وووفقتم اينما كنتم

إرسال تعليق