زيارة دار المسنّـات.. فعالية عام 1429هـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

"

تم التخطيط لزيارة دار رعاية المسنّات بالرياض, وكان مجموع المتعاونات تقريباً 10 متعاونات بالإضافة إلى إدارة مؤسسة مكة المكرمة وبعض المتطوّعات خارج اطار قروب بسمتنا لهم.

وقد كان موعد زيارتنا لهم بعد صلاة المغرب, مع أن المخطط له كان في تمام الساعة الرابعة

ولكن لم نستطع الحضور أبكر.

**

**
**
**

مدخل الدار عند البوابة الداخلية .. ونلاحظ أنها تطل على فناء جميل ..

:
:

:
تجهيزاتنا والهدايا اللي قدّمت لهن:

: :

كانت الهدايا عبارة عن جلابية وشيلة مربوط بطرفها ديرما, وكيس قماش شالكي حتوي على مشط ولبان ودهن عود

شنطة الشالكي وبها المشط والكحل...

وغضارة معدنية بنقش شعبي جميل تحتوي على حنا موضوعة بسلال خوص.

أضافة إلى ساعات الفجر.. فقد أكّدت لنا المشرفة حاجتهم لها.. فـ بحثنا عن الأفضل والأسهل لهن

كانت هذه التجهيزات بالنسبة للهدايا

وأمّا تحضيرات البرنامج هناك فكانت عبارة

عن الضيافة قهوة وشاي وزنجبيل مقدّمة من المتعاونات, والتمر السكري الذي كان محط استنكار من المشرفات في الدار ومحط اعجاب المسنّات فقد كانوا يحبونه كثيراً ولكنه يأثر على مريضات السكري وهذا ماازعج المشرفات

مما جعلنا نعطيهم التمر خفية D:

يوم ماراح يضرهم :×

:

كان التمر يوزع في بوادي غضار ذات النقش الشعبي موضوعة بصينية تحمل نفس النقش وكانت مقدّمة من القروب إلى الدار هدية. (أعتذر لاتوجد صورة)

:

بالإضافة إلى الكليجا والاقط والفتيت وقرص عمر. (للأسف لم نستطع التصويرداخل الدار)

:

وأيضاً وجبة العشاء اللتي كانت مكونة من حافظات أكلات شعبية متنوّعة وعدد من المأكولات الأخرى.

:
:
:

* * * * * *

:بدايةً, دخلنا الى ذلك المكان بكل خوف .. وتردد ! لم نكن نعلم ماللذي ينتظرنا هنآك.
استقبلتنا المشرفة.. وادخلتنا الى صالة مليئة بالمسنآت.. عدد النزيلات هنآك تقريبا 70 ..

ولكن بعضهم لم يخرجوا لنآ لظروف صحيّة ونفسية متدهورة..

وعلى حسب كلام المشرفة فقد كانوا ينتظرون منذ الرابعة عصراً.

وسرعان ماوقفت احداهن وقامت بالسلام علينا مبتسمة وهي ترحب بنآ..

تشجعنا قليلا.. وتقدمنا للسلام عليهم وبادرنا بالتودد والابتسام.. ولكن قوبلنا بالجمود واللامبالاة من البعض.!

اغلبهم لم يتفاعلوا معنا وذلك قد يرجع لظروفهم النفسية فهناك من هي خارج حدود الجلسة وليست معنا إلا بنظراتها.

بعضهم لم يمدو ايديهم للسلام علينا !شعرنا بـ إحبآط كبير.. ولكن مشرفتهم شجعتنآ بـ قولهآ : " اكسرو الحاجز الذي بينكم وبينهم ! "

رأينآ مالم نتوقع ان نرى ..
مسنة كبيرة بالسن.. تحتضن دمية (عروسة) ! وتقول : "سلمو على وليدي"!

اعتقدت أنها قد افتقدت عزيزاً ولكن الغريب أنها لم تنجب أطفالاً

وكانت لاتسمح لأحد بأن يمسك طفلها العزيز.. إلا من تألفه .

وهناك إحداهن وليست كبيرة بالسن.. تعيش مع نفسها عالمٌ آخر, تسولف وتحكي وتشكي طول الوقت

اظن اسمها خالة سارة.. حكت لي عن بنتها وأولاد بنتها

اتوقع تعاني من حالة فصام ولكن مو طول الوقت لأنها تعيش الحالة فترة وفترة تكون بالجو المحيط.

وتأخذ وتعطي بالحكي .. أحببتها كثيراً.

بدأنآ بـ صب القهوة والشآي.., ومحاولة التقرّب لهن وسؤالهن عن أحوالهن.. وتوزّعنا في أحاديث فردية

والبعض ناقش المشرفة والأخصائية عن حالات البعض منهن.

وكان هناك نشاط بسيط فقد كانت احدى المتعاونات من مؤسسة مكة الخيرية ذات صوت جميل
فقد شدَت به قليلاً وانشدت اناشيد واهازيج شعبية .. صفقوا وفرحوا واحداهن رقصت :).

بعد فترة من التعارف والحوارات وتقديم الضيافة دخلو اغلب المسنات إلى غرفهم فقد كانوا لايحتملون البقاء أكث ولم يتبقى الا القليل منهم..

تم تقديم العشاء لهن لقرب موعد نوم البعض منهن وخصوصاً كبيرات السن والمريضات.
أعطينا مطبخهم ذلك اليوم إجازة D: وبعض الأكلات قررت المشرفة ابقاءها للفطور.. كانت محببة لنفوسهم.

بقي ربما 15 واحدة.. اعمارهم صغيرة ولايعانون من أمراض جسدية أو عته وكِبر في السن.

وهنا بدأنآ بالحديث الجماعي معهن والضحك.. استمتعنا جدآ.
بعضهم قرأو علينا القرآن.. وهناك من قالت قصيدة أو شاركت بنكته, فيهم براءة وعفوية نفتقدها كثيراً.

رددنا الأذكار واسترجعناها..

عند التاسعة تقريباً انصرفنا بدعواتهم الجميلة ووجيه باسمة مشرقة, كانوا يرددون زورونا مرة ثانية

**

مسنّات في الذاكرة:

*خالة بخيته, جميل حديثها وتحب الهدايا كثيراً.. اعتقد أنها في صغرها كانت مرحة فهي تحمل ذات الروح وإن كبرت قليلاً.. الله يطوّل بعمرها

*خالة ماجدة.. ماأطيب قلبها انسانة مرحة جداًَ فلم تجبرها جدران الدار على الحزن والغم والهم.. الله يحفظها

مصرية الجنسية.. تبدأ بالسؤآل عن المستوى الدرآسي.. وتخصصك.. وهدفك في المستقبل..! ولكنها خفيفة الدم كثيرة المزح. تحب المرح والفرح وتقول الهم يئصّر العمر.

*عهود, صغيرة بالعمر وهي جدّة وكم هي فرحة بأنها جدة فقد أخبرتنا جميعاً أنها جدّة.. الله يخليهم لها ويقر عينها فيهم يارب

تحب تغني يادار وتنشد وطلبت منّا اشرطة فاضية حتى تسجّل فيها ماتحب وكانت تخاف من العين كثير

فقد كانت تردد لاتنضلوني لاتنضلوني..!!

*لؤلؤة: اعتقد انها ليست سعودية .. بشوشة الوجه.. طفولية.. خفيفة الظل.. تزعل اذا قلنا لها ( لولوة) =)

*الخآلة هند : صغيرة في السن.. طيبة جدآ.. تمتلك كافتيريا في الدآر .. ادخلتنا لهم وباعت علينا ^_^

*الخآلة منيرة أعتقد اسمها كذلك: سألتنآ عن وقت صلآة الوتر.. وانها تدعي ربهآ وتصلي الضحى.

:
:

ملاحظات على المسنّات وأفكار خاطئة تغيّرت بعد الزيارة :

:

ليس كل من أودعت في دار المسنات قد تخلّى عنها أهلها أو أبناءها عاقّون.

وهذه هي الفكرة السائدة.. ولكن ماعرفته هو أن غالبيّتهن يعانون من ظروف صحية ونفسية قاهرة

ويحتاجون لـ رعاية قد لايجدونها في البيت من أسرّة طبية واخصائيين نفسيين واجتماعيين ومراقبة صحية طوال الوقت.

:

*وهناك إحدى النزيلات بالدار وهي ليست مسنة, بل شابة يتيمة كانت من ضمن دار الحضانة أو الرعاية

لا اذكر.. تزوّجت وخرجت من رعاية الدار ولكنها تطلّقت ولم تجد من يعيلها أو يكفلها, الدار لايستطيع ضمّها وقد خرجب من رعايته ولهذا اودعت في دار رعاية المسنّات .

نفسيتها جداً محبطة وتعاني من عدم انسجام مع المجتمع المحيط .. لاحظتها منزوية وتراقب من بعد.

اشفقت عليها حقاً !!

:

*هناك من لاتجد معيلاً ولايكون لها أهلاً مقرّبون.. فتضطر إلى الدخول إلى الدار

:

*وهناك من هي مريضة فتدخل الدار بشكل مؤقت حتى تتعافى ومن ثم تعاود حياتها من جديد خارج الدار.

ولكن أغلبيتهن يعانون من أمراض نفسيّة , وأنا اعتقد أن اثرها هو الدخول إلى الدار والخوف من نظرة المجتمع

والإحساس بالفشل وإنتهاء دورهم كأعضاء فعّالين.

لأنهم يحظون برعاية فائقة فـ كل نزيلة لها مستخدمة تعتني بها.

حتى أقل أدوارهن لايأدونها كأن ترتب سريرها أو تعد طعامها وما إلى ذلك..

فهو ممنوع في قوانين الدار أن تعمل النزيلة أي شيء بل تُُخدم طوال الوقت.

:

* * * *

خرجنا من الدار وقد كان العزم فينا أكبر لنزورهم ونستضيفهم مرات آخرى عديدة .

:
:

{اسأل الله أن تكون أعمالنا خالصة لوجهة, بعيدة عن الرياء والسمعة}

:
:

أعطر التحايا

............. بسمتنا لهم :)